شرح كتاب الإيمان من مختصر صحيح مسلم
باب من الإيمان إحسان الجوار وإكرام الضيف
قال المؤلف رحمه الله تعالى: باب من الإيمان إحسان الجوار وإكرام الضيف.
عن أبي شريح الخزاعي اسم> رضي الله تعالى عنه أن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال: رسم> من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت متن_ح>
رسم> .
كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر بالإيمان بالله وبالإيمان باليوم الآخر، يقتصر على ركنين من أركان الإيمان، ولم يقل: من كان يؤمن بالله وبالملائكة وبالكتب وبالقدر، بل يقول: بالله واليوم الآخر. لماذا؟ لأن الإيمان بالله إذا كان ثابتا وكان صادقا فإنه ولا بد يظهر أثره على صاحبه؛ فيعبد ربه ويطيعه ويخافه ويتقيه ويبتعد عن ما حرمه عليه، ويبتعد عن الآثام وأنواع الإضرار، وذلك علامة صادقة على أنه يؤمن بالله، فإذا رأيت العبد لا يؤدي الصلوات، فقل: قل نصيبه من الإيمان بالله، ضعف يقينه، ضعف إيمانه.
وكذلك إذا رأيته لا يحب الخير، ولا يحب ذكر الله، ولا يحب أولياء الله، فإنك تعرف أنه لم يكن صادقا في إيمانه بالله؛ المؤمن بالله يعبد ربه، المؤمن بالله يخافه، المؤمن بالله يعبده ويتوكل عليه، المؤمن بالله يدعوه وحده ولا يدعو أحدا سواه، المؤمن بالله يستغيث به دون سواه، ويستعين به وحده، ويرجوه ويعتمد عليه، يتوب إليه ويستغفره، المؤمن بالله يعبده حق عبادته.
المؤمن باليوم الآخر يستعد له، فإن من صدق بأنه يبعث بعد الموت، وإن بعد الموت إما نعيم وإما عذاب، وأن بعد الموت حشر ونشر ووقوف في يوم القيامة، وطول وقوفهم، و.. للعرق رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
لو صدق بذلك كله استعد له؛ استعد لما بعد الموت، وعمل للنجاة في ذلك اليوم، فالموت سهل، الموت لا بد منه وهو هين، ولكن ماذا بعد الموت؟ بعده الحساب، وبعده الجزاء على الأعمال، فالذي يكون صادقا في إيمانه لا شك أنه يستعد لليوم الآخر، ويعمل الأعمال التي يكون بها سعيدا يرجح بها ميزانه، يؤتى بها كتابه بيمينه، والأعمال واضحة بينة؛ الأعمال الصالحة يكون بها سعيدا يبيض وجهه: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
في هذا الحديث ثلاث خصال جعلهن النبي صلى الله عليه وسلم من الإيمان بالله ومن الإيمان باليوم الآخر؛ أي الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر يحمل على هذه الخصال، أولها: إكرام الجار، وثانيها: إكرام الضيف.
في بعض الروايات: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
في بعض الروايات: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
والكلام على ما يتعلق بالجوار كثير ومعروف، وقد أورد ابن كثير اسم> رحمه الله أحاديث كثيرة في تفسير قوله تعالى في سورة النساء: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
أما الضيف فهو الذي ينزل بصاحب البيت، مسافر طرق أهل بيت ونزل عندهم، فحقه أن يكرموه جائزته؛ جائزة رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فالضيافة من مكارم الأخلاق. قال الله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
لكن ذكروا أن المدن الكبيرة لا يحتاج فيها إلى ضيافة؛ وذلك لأن الذي يقصدها يجد أماكن ينزل فيها، فيأكل في المطاعم، أو ينزل في الفنادق فلا يحتاج إلى أن يقصد إنسانا لا يعرفه، ويقول: أنا ضيفك، فأما في القرى فإنه يستحيي أن ينصب له قدرا أمام أهل القرية وهم ينظرون إليه؛ فلأجل ذلك ينزل عند أحدهم، ومن نزل عنده فإن عليه أن يكرمه جائزته.
وأما الخصلة الثالثة: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فأما الشر فهو ضد ذلك، كالسب والسخرية والغيبة والنميمة، وكذلك البهتان والظلم، والقذف والعيب والثلب، وتتبع العورات، والأذى باللسان وما أشبه ذلك، وهكذا أيضا كلمات الكفر بالله تعالى، والشرك وما أشبه ذلك. يصمت عنها اللسان، ويصمت عما لا خير فيه.
مسألة>